تحول مقر سفارة الجزائر بالقاهرة إلى هدف لمتعصبين مصريين، منذ فجر أمس الجمعة، ولولا الحصار الأمني المضروب على مقر السفارة لحمايتها، لانتهى مصيرها إلى الحرق، فيما أقدم متظاهرون على حرق العلم الوطني والدوس عليه.
*
قال عبد القادر حجار، سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى الجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة، إن مقر السفارة تعرض لهجوم من طرف جماهير مصرية في حدود الساعة الرابعة من فجر أمس، حاولوا اقتحام المبنى، غير أن قوات الأمن المصرية تصدت للمهاجمين ومنعتهم من الاقتراب منه.
*
وذكر حجار في تصريح لـ"الشروق" أن مبنى السفارة تعرض للرشق بالحجارة وبمقذوفات من طرف المهاجمين، مشيرا إلى أن المهاجمين وبعد أن عجزوا عن اقتحام المبنى بسبب الحراسة الأمنية المفروضة على السفارة، عمدوا إلى محاولة النيل من التمثيل الدبلوماسي الجزائري بمصر، عبر الاعتداء على مقر إقامة السفير المطل على ضفاف نهر النيل.
*
وأوضح حجار أن بعض المهاجمين حاولوا التسلل إلى مقر إقامته، في قارب على مياه النيل، غير أن كاميرات مثبتة بحديقة الفيلا كشفت أمر المتسللين، الذين كانوا يسعون إلى حرق المبنى بمن فيه، وهو ما كان سببا في بقاء عائلة الدبلوماسي الجزائري، دون نوم، على حد ما جاء على لسان عبد القادر حجار.
*
وبحسب سفير الجزائر بالقاهرة، فإن هدوء صبيحة أمس لم يكن سوى العاصفة التي تسبق الإعصار، إذ سرعان ما عادت حشود الجماهير المصرية المتعصبة لتهاجم السفارة، بعد خروجها من المساجد القريبة من مقر السفارة، لكن بقوة وإصرار أكبر، غير أن اصطدامهم بقوات الشرطة المحيطة بمقر السفارة، حال دون تمكنهم من إحراقها، ما حول المواجهة إلى صدام بين الشرطة والمتظاهرين بالحجارة والزجاجات الحارقة وغيرها من المقذوفات، انتهى بسقوط العديد من الجرحى من الطرفين، بينهم عشرين ضابطا من عناصر الشرطة، التي تمكنت من إبقاء المتظاهرين بعيدا عن مقر السفارة.
*
وأمام عجز الجماهير المتعصبة من اقتحام وحرق مقر السفارة ومبنى إقامة السفير، لم يجدوا من رموز الجزائر للاعتداء عليها وتدنيسها، سوى العلم الوطني، الذي أقدموا على حرقه وتدنيسه بالدوس عليه بالأقدام، في مشهد أبان عن عمق حقد هؤلاء المتعصبين الذين لا يمثلون عموم الشعب المصري، لرمز تضحيات مليون ونصف مليون شهيد، التي لم تسلم بدورها من سموم عمرو أديب ورفقائه من نافخي سموم الفتنة عبر فضائيات العار المصرية.